[ad_1]









نشر في:
الجمعة 5 أبريل 2024 – 7:02 م
| آخر تحديث:
الجمعة 5 أبريل 2024 – 7:02 م

مرض النقرس: أو المرض الذى ارتبط فى ذهن العامة بأنه مرض الملوك إذ تزامنت آلامه المبرحة مع الإكثار من تناول اللحوم ولكن الواقع أنه يتزامن أيضا مع الإكثار من أطعمة أكثر شعبية كالفول مثلا. فما حكايته؟
النقرس: التهاب مفصلى ينتج عن ارتفاع نسبة حامض اليوريك Uric acid فى الدم ويصاحبه ترسب حامض اليوريك على شكل بلورات كالإبر فى المفاصل خاصة مفاصل القدم والإبهام.
أمراض التهابات المفاصل عديدة لكن التهاب المفصل النقرسى من أشهدها ألما وأكثرها إيلاما وتشخيصه لا يعتمد على ارتفاع نسبة حامض اليوريك فى الدم فقط بل يستدعى فحص السائل المفصلى تحت الميكرسكوب للتأكد من التشخيص إذ إن النقرس يمثل حوالى ٥٪ فقط من أنواع الالتهابات المفصلية عامة.
تبدأ نوبة آلام النقرس عادة فجأة وبلا أى مقدمات ربما توقظك آلامه المبرحة من نوم عميق وغالبا ما تكون الإصابة فى إبهام القدم يصاحبها أحيانا ارتفاع فى درجة الحرارة أو رعشة وتظل النوبة بلا هوادة لعدة أيام حتى يمتص الجسم تلك البلورات. تنحسر النوبة الحادة لكن آلامها تظل فى الذاكرة حتى يباغت النقرس المفصل مرة مجددة. الواقع أن المفصل بين النوبات يبدو طبيعيا سليما لا ينبئ عن شىء إلى أن ينقض النقرس فى هجمة جديدة شرسة تستدعى التدخل لتخفيف الألم.
عادة ما يهاجم النقرس مفصلا واحدا فى كل مرة حتى إن الأطباء درجوا على اعتبار أى التهاب فى مفصل واحد لرجل تخطى الأربعين من عمره نقرسا إلى أن يثبت العكس. وقد يصبح النقرس مزمنا إذا لم يتم علاجه أو كان الإنسان مضطرا بسبب ما لاستخدام مدرات البول لفترات طويلة أو كان مصابا بالفشل الكلوى المزمن فنقص الماء المستمر والمتزايد يرفع من مستويات حامض اليوريك بينما تعجز الكلى عن التخلص منه فى حالة الفشل الكلوى مما يسبب تراكمه فى الدم. كما لوحظ أيضا أن نسبة حامض اليوريك تصاحب بعض حالات ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وقصور إفراز الغدة الدرقية.
فما هى التداعيات التى تصعد بمعدلات حامض اليوريك فى الدم.. وما هى معدلاته الطبيعية؟
حامض اليوريك هو الناتج النهائى لتكسير مركبات البيورين فى الجسم. تلك المركبات التى تتكون أساسا من مادتى الكربون والنيتروجين إما يصنعها الجسم بنفسه فى تفاعلاته الحيوية وإما تأتيه من الطعام بمصدريه النباتى والحيوانى.
< تتراوح النسبة الطبيعية لحامض اليوريك فى الدم بين ٢ ــ ٥٪ عادة تزيد النسبة عند الرجال عن النساء. لكن نسبة تزيد عن ٧٪ يجب النظر إليها بعين الشك إذ إن نسبة حامض اليوريك يمكنها أن تصل إلى ٢٠٪ وهى نسبة تنذر بخطر حقيقى. الواقع أن ارتفاع نسبة حامض اليوريك فى الدم لا تعنى بالضرورة أن نوبات ألم النقرس قادمة فهناك بعض الحالات والتى تسمى بفرط حامض اليوريك فى الدم ترتفع فيها النسبة ولا يعانى الإنسان من النقرس وما زال السبب غير معروف.
> تتعدد السبل لعلاج النقرس ومحاولة تخفيف آلامه ما بين الأدوية التى تعمل على خفض نسبته بتشجيع الكلى على إفراز الزائد منه أو الأدوية التى تكافح الألم لكن تظل الوقاية أيضا عاملا هاما يجب أن يتنبه إليها المريض.
ــ يمكن أن يؤدى اتباع نظام غذائى خاص إلى خفض معدلات حامض اليورك فى الدم:
< تفادى الأغذية الغنية بمادة البيورين مثل الكبد والمخ والكلاوى الأنشوجة والسردين وعيش الغراب وكل اللحوم المفرومة المصنعة مثل السجق حيث تزيد نسبة البيورين فى هذه المجموعة عن ١٥٠ مجم لكل ١٠٠ جرام منها.
< تليها المجموعة التى تصل فيها نسبة البيورين إلى ٥٠ مجم لكل ١٠٠ جرام منها وتضم اللحوم، الدواجن، الأسماك والقشريات كالكابوريا، البقول الجافة ومن الخضراوات السبانخ.
< ماذا يأكل إذن: كل الأغذية التى تقل فيها نسبة البيورين لا تمثل خطرا ومنها الخبز والحبوب ومنتجاتها الزبد، الزيوت، المكسرات بأنواعها الفواكه وكل الخضراوات عدا السبانخ.
ــ الماء ضرورة لمعاونة الكلى على التخلص من فضلات العمليات الحيوية فى الجسم والأملاح الزائدة والسموم فاحرص على قدر كاف من الماء على مدار النهار خاصة بعد الاستيقاظ مباشرة صباحا.
ــ الصيام إحدى الوسائل الناجحة لمقاومة أمراض كثيرة منها النقرس لكنه صيام طبى لا يعنى الانقطاع الكامل عن الطعام بل هو يوم من الراحة تتناول فيه الماء النقى والعصائر مخففة بالماء مثل التفاح والبنجر والكرفس والكرنب وعليك أن تتجنب عصير الطماطم والبرتقال وأن تحرص على أن يكون العصير طازجا لا علاقة له بأى مواد حافظة.
ــ تناول مكملات الغذاء من الألياف قبل الصيام وبعده خاصة نخالة الشوفان (ملعقتان فى كوب من الزبادى منزوع الدسم) فإن لها أكبر الأثر فى تنظيف القولون والتخلص من السموم.
يبقى النقرس مرضا آلامه تهاجم الأمير والفقير لا فرق بين آكل اللحم أو الفول طالما أن البيورين قاسما مشتركا بينهما.



[ad_2]