تعرّف منظمة الصحة العالمية الصحة العامة (Public Health) على أنها علم وفن الوقاية من الأمراض، وإطالة العمر، وتعزيز الصحة من خلال الجهود المجتمعية للمجتمع، وتهدف الأنشطة التي تسعى لتعزيز قدرات وخدمات الصحة العامة إلى توفير الظروف التي تمكّن الأشخاص من الحفاظ على صحتهم، أو منع تدهورها، وترتكز الصحة العامة على طريقة التخلص من أمراض معينة، إلى جانب الاهتمام بكافة جوانب الصحة والرفاهية، كما وتشمل خدمات الصحة العامة توفير الخدمات الشخصية للأفراد، مثل اللقاحات، أو المشورة السلوكية، أو المشورة الصحية.
مكونات الصحة العامة:
هناك مجموعة من المكونات الرئيسية للصحة العامة نعرضها في موقع طبيبك، وتشتمل على ما يلي:
الصحة الشخصية:
هي التي تمكن صاحبها من الاستمتاع بحياته ورعاية شؤونه والعيش في سلام وهي التي تمكنه من القيام بدوره الإيجابي في الإنتاج والتنمية وفي نفس الوقت التكيف الصحيح مع نفسه ومجتمعه مع الاستجابة الصحيحة للمؤثرات من حوله . كما ويعتمد هذا المكون على تقوية صحة الفرد، وذلك من خلال الاهتمام بكل ما يتعلق بصحته كالتغذية وفترات النوم المناسبة ، وممارسة الأنشطة الرياضية الترويحية لشغل أوقات الفراغ بطريقة ايجابية لتقوية جميع أجزاء وأعضاء الجسم ورفع مستوى اللياقة البدنية، بالإضافة إلى النظافة الشخصية والعناية بالعينين والأذنين والأسنان وكذا العناية بنظافة الملبس.
صحة البيئة:
يعنى هذا المكون بتحسن أحوال البيئة التي يعيش فيها الإنسان وذلك بالقضاء على المشكلات الصحية التي تؤثر على صحة الأفراد من خلال العناية بمصادر مياه الشرب ومتابعة سلامتها، أيضا الإضاءة في المساكن والتهوية بالإضافة إلى نظافة الشوارع، والمتنزهات، وكذلك توفير تصريف القمامة والفضلات كي لا تكون سببا في انتشار الأمراض والأوبئة ومكافحة الحشرات، مراقبة صحة الأغذية التي تباع لدى الباعة المتجولين وصلاحيتها وهذا يسري أيضا على المطاعم ومحلات بيع الأكلات السريعة مع متابعة نظافة وسلامة القائمين بتحضير الأطعمة الجاهزة. وأيضا السعي لتقليل الغازات والأبخرة الضارة التي تخرجها السيارات ونواتج المعامل الإنتاجية.
الطب الوقائي:
وهو علم وفن الوقاية من الأمراض وإطالة العمر وتقوية الصحة سواء أكان على المستوى الفردي أو الاجتماعي، ويقسم إلى:
1 . الطب الوقائي للفرد:
يرتبط هذا المكون بمفهوم الصحة الشخصية من (تغذية، رياضة، نوم، العناية بالجلد والعينين، والأذنين، …الخ)، بالإضافة إلى توعية الأفراد للطريقة الصحيحة لاستعمال الأدوية العلاجية، وأيضا استخدام اللقاحات في مواعيدها المطلوبة.
2. الطب الوقائي للمجتمع:
أن هذا المكون يشبه في مفهومه الطب الوقائي على المستوى الفردي، إلا أنه يركز اهتمامه على المجتمع بدلا من الفرد، ويشمل الصحة الشخصية للمجتمع (صحة البيئة) مضافا إليه الطب الوقائي لأفراد المجتمع وما يشمله من استعمال مركبات حيوية لكل فرد فيه بهدف وقاية المجتمع من الأمراض المعدية وانتشارها.
3. الصحة العامة في مجال الطب الاجتماعي:
هو ارتباط الصحة والمرض بالحياة الاجتماعية حيث أنها تؤثر فيها وتتأثر بها، والطب الاجتماعي يعتمد على عدة أسس وهي:
- أن صحة الناس تعتبر مسؤولية مباشرة تقع على عاتق المجتمع.
- تتأثر الصحة والمرض بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية.
- لرفع المستوى الصحي يجب على المجتمع الاهتمام بالرعاية الطبية والاجتماعية معا.
العوامل المؤثرة على الصحة العامة (صحة الفرد)
صحة الفرد تختلف من شخص إلى أخر وهناك عوامل لها أثرها على صحة الإنسان وأهم هذه العوامل هي :
الوراثة والصحة العامة:
وهي تلك الخواص التي يرثها المرء عن والديه وهي خصائص وضعت فيه لا يملك من أمرها شيئا ولا يقدر على تغييرها بعد ولادته ولكنه بالرغم من ذلك قد تتأثر بعضها بالعوامل البيئية .
فعلى سبيل المثال ( العوامل الوراثية ) Hereditary الحالة البدنية، وخصائص الأنسجة العضلية ، وحجم القلب والرئتين وعوامل أخرى عديدة تؤثر على صحة اللاعب قبل وأثناء ممارسة النشاط الرياضي كلها عوامل موروثة ، ولكن رغم توارثها إلا أن التعبير الفعلي عنها وعن خصائصها يتأثر أيضا بالعوامل البيئية كالتمرين والنظام الغذائي ورغم أن العوامل المرتبطة باللياقة الهوائية Aerobic والتحمل قد يبلغون حوالي 35% من التحديد الجيني لها إلا أن النسبة المتبقية تخضع للتغيير.
البيئة والصحة العامة:
بأركانها الطبيعية والحيوية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية التي وجد فيها الفرد وهي أركان أرستها ظروف لا دور للفرد في أقامتها ولا يقدر على تغييرها .
فعلى سبيل المثال ( العوامل البيئية والنفسية ) :تؤثر العوامل البيئية والنفسية وما يتعرض له اللاعب من ضغوط أثناء التدريب والممارسة الرياضية على استجابة اللاعبين للتدريب وعلى صحتهم النفسية والانفعالية ، فعلى الجانب النفسي لا يحتاج اللاعب الذي يواجه ضغوطا عاطفية في المنزل وفي المدرسة لمدرب يضيف إلى أعبائه ، فيجب على المدرب أن يكون على دراية فيما يتعلق بالضغوط التي يتعرض لها لاعبه ، وقد تؤثر طريقة تناول المدرب لها وعلاجها على شكل مشاركتهم في المستقبل وسوف تؤثر بالتأكيد على استجابتهم للتدريب إلي جانب صحتهم النفسية.
ومن المؤثرات البيئية أيضا كلاً من البرودة والحرارة ،ومستوى الارتفاع عن سطح البحر ، ونسبة التلوث في الهواء ، ويجب على المدرب أن يدرك الفروق في قدرات اللاعبين على احتمال مثل هذه الضغوط ويمدهم بالعون اللازم عندما تحتد الظروف حولهم ، وعلى سبيل المثال فالعداء ذو الحساسية ( المصاب بمرض الحساسية ( قد يجابه بعض مشكلات التنفس أثناء التدريب عند ارتفاع نسبة التلوث والغبار والأتربة العالقة في الهواء ، وقد يعاني لاعب كرة القدم من ضغوط حرارة الجو في أحد أيام الصيف مرتفعة الرطوبة ، وفي كلتا الحالتين يحتاج اللاعبون للعون وليس لزيادة المجهود ، أما الفشل في تقديم المعونة والمعالجة الصحيحة للأمر فقد ينتج فى صورة نتائج صحية خطيرة .
أسلوب الإنسان في الحياة:
هو السلوك الذي يتبعه في حياته سليماً كان أو خاطئاً وهو عامل مكتسب يتكون مما يعطي إليه من معلومات ومعرفة وما يلقى إليه من توجيهات ومما يسمعه وما يراه من ممارسات فيكسبه كل ذلك عادات تنمو مع نمو في مسيرة حياته فإن سار على خطأ ساءت صحته وأن شب على صواب أصبح أسلوب حياته أسلوباً صحيحاً بناءاً لصحته حافظاً لها
التغذية و الصحة العامة:
فعلى سبيل المثال: يتضمن التمرين تغيرات تحدث في الأنسجة والأعضاء – وهي التغيرات التي تتطلب تناول بروتينات و مغذيات أخرى – وبدون التغذية الجيدة لن يحدث النجاح حتى مع وجود أفضل البرامج التدريبية ، وقد اضطلع أحد المدربين في الولايات المتحدة بمسؤولية تدريب أحد فرق كرة السلة المدرسية العليا في مدينة كبيرة ، وكان هذا الفريق يحتل ذيل القائمة لمدة عامين متتاليين ، وسرعان ما اكتشف المدرب أن هؤلاء اللاعبين ذوى الدخل المنخفض فاتر الهمة كانوا دائما لا يتناولون ( لا يجدون) وجبة الإفطار ، ويتناولون في وجبة الغذاء مكونات من الصودا والكيك المحشو بالكريمة ، ولذلك فقد وضع لهم نظاما غذائيا ، وعلمهم حماية أنفسهم ،ومر عامه الأول بسلام ، وفي العام التالي فاز فريقه ببطولة الدوري ، ومن المؤكد أن هذا المدرب قد علم أن للتغذية أهمية قصوى في الرياضة وفي المحافظة على صحة اللاعب .
الراحة والنوم:
رغم أن الكثير من اللاعبين الشباب يحتاجون للنوم حوالي ثمان ساعات ، إلا أنه يوجد لاعبون غيرهم يحتاجون لمزيد من الراحة ، وخاصة عندما ينغمسون في تدريبات نشطة وقوية ،ولذا يجب على المدربين البحث عن اللاعبين المنغمسين والمتعبين وسط لاعبيهم و التوصية لهم براحة إضافية أو بيوم خالي من التدريبات ويجب التوضيح أنه في حالة قيام المدربين بتدريب لاعبين صغارا يعملوا على تطوير وتنمية أجسادهم فأنهم بحاجة إلى المزيد من الراحة للمحافظة على صحتهم العامة.